بويع بالخلافة بعد مقتل واستشهاد أبيه علي بن أبي طالب ويرى بعض أهل العلم
أن خلافته هي امتداد لخلافة أبيه, واستمرت خلافته ستة أشهر, وقد آثر الحسن
إنهاء الخلاف بين المسلمين وجمع الأمة وحقن الدماء فتنازل عن الخلافة لمعاوية
بن أبي سفيان أمير الشام آنذاك والخصم السياسي لأبيه, رغم التفوق العددي والعسكري
لجيش الحسن على جيش معاوية المهزوم سابقا في معركة صفين. وسمي ذلك العام بعام
الجماعة لاجتماع كلمة المسلمين. لقب الحسن بسيد المسلمين، وأحد علماء الصحابة
وحلمائهم وذوي آرائهم. والدليل على أنه أحد الخلفاء الراشدين الحديث الذي ورد في
دلائل النبوة من طرق عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكا
". وإنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي رضي الله عنه، فإنه نزل عن الخلافة لمعاوية
في ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين، وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله صلى الله عليه وسلم
; فإنه توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، وهذا من أكبر دلائل النبوة، وقد مدحه رسول الله صلى الله عليه وسلم
على صنيعه هذا، حيث ترك الدنيا الفانية، ورغب في الآخرة الباقية، وحقن دماء هذه الأمة، فنزل عن الخلافة وجعل الملك بيد معاوية،
حتى تجتمع الكلمة على أمير واحد، حيث صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر يوما، وجلس الحسن بن علي إلى جانبه، فجعل
ينظر إلى الناس مرة وإليه أخرى، ثم قال: " أيها الناس، إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين "[2] رواه البخاري